عقد الإتحاد العربي للنقل الجوي جمعيته العامة التاسعة والأربعين اليوم في مدينة الدار البيضاء برئاسة السيد عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية. وتم عقد الجمعية العامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
الحضور
جمعت الجمعية العامة الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران العربية الأعضاء في الإتحاد، وشركات الطيران الشريكة للإتحاد وشركاء الإتحاد في الصناعة من مصنّعي طائرات ومحركات وشركات نظم التوزيع العالمية وتقنية المعلومات وغيرها من الشركات المعنية بصناعة الطيران العربي، بالإضافة إلى حضور الهيئة العربية للطيران المدني والإتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا)، والمفوضية الأوروبية، وعددٍ من الاتحادات الإقليمية لشركات الطيران وخبراء في صناعة الطيران، حيث وصل عدد الحضور إلى أكثر من 250 شخص.
احصائيات العام 2015
إستلم الحضور نسخة عن التقرير السنوي للإتحاد العربي للنقل الجوي الذي يمثل الحصاد السنوي لإنجازات الإتحاد خلال الدورة السابقة ويستعرض التطورات والتحديات التي تواجه الصناعة ونتائج المشاريع المشتركة للإتحاد على مدى السنة الماضية. كما استلم الحضور التقرير السنوي لإحصاءات النقل الجوي العربي للعام 2015. وجاءت أبرز الإحصاءات للعام 2015 على الشكل التالي:
• وصل حجم سوق النقل الجوي العربي في العام 2015 إلى 258 مليون مسافر وذلك نموّاً بنسبة 5.3 بالمئة مقارنةً بعام 2014.
• زادت أعداد المسافرين في المطارات العربية بنسبة 8.8 بالمئة ليصل عدد المسافرين الذين استخدموا المطارات العربية إلى حوالي 324.8 مليون مسافر.
• ارتفعت حركة الشحن في المطارات العربية بنسبة 11.6 بالمئة في العام 2015، حيث وصل حجم الشحن إلى 7.31 مليون طن.
• شغّلت الشركات الأعضاء في الإتحاد إلى 457 محطة عالمياً في 127 دولة بمعدل 3,618 رحلة يومية، عارضةً 741,950 مقعداً يومياً على متن 1,2015 طائرة في العام 2015.
• وسجل الأعضاء تراجعاً في الإيرادات في 2015 بلغ (3.8) بالمئة ليصل مجموع الإيرادات التشغيلية إلى 58.2 مليار دولار أميركي.
• كما نقل أعضاء الإتحاد حوالي 195 مليون مسافر في 2015 (زيادة بنسبة 5.7 بالمئة مقارنةً بـ 2014)، و5.9 مليون طن من الشحن (زيادة بنسبة 23.6 بالمئة).
تقرير الأمين العام للإتحاد العربي للنقل الجوي
قام الأمين العام للإتحاد العربي للنقل الجوي بعرض تقريره عن حال قطاع النقل الجوي العربي، حيث قدم بعض الإحصائيات التي تظهر تطوّر شركات الطيران الأعضاء في الإتحاد ومساهمتها في التنمية الاقتصادية. وأشار الأمين العام إلى التقدم المستمر الذي سجلته صناعة النقل الجوي على الرغم من العديد من الأزمات التي تحدث في بعض المناطق من العالم والتي تؤثر على صناعة النقل الجوي نظراً لطبيعتها العالمية. ركّز السيد تفاحة أيضاً على بعض التهديدات التي تعيق تطوير النقل الجوي وهي على النحو التالي:
1- الحمائية: شدّد الأمين العام أن عودة ظهور الحمائية هي على الأرجح واحدة من أكبر التهديدات التي قد تؤثر على النقل الجوي، والدور الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية وخلق الملايين من فرص العمل.
2- سعة البنية التحتية: شدّد الأمين العام على أهمية تطوير المجال الجوي في المنطقة، وسلط الضوء على الجهود المبذولة مع الجهات المعنية في الدول العربية بالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية. وأشار السيد تفاحة إلى ثلاثة محاور ضرورية لتطوير البنية التحتية للمجال الجوي وهي: تطوير الأجهزة الملاحية، المرونة في استخدام الأجواء من خلال التنسيق المدني – العسكري، وإيجاد أطر إقليمية لإدارة تدفق الحركة.
3- الأمن: أكّد الأمين العام أن أمن وسلامة الطيران هما أبرز الأولويات في مجال صناعة الطيران. ونوّه بالدور الرائد الذي قامت به المملكة العربية السعودية في عقدها المؤتمر الوزاري العالميّ تحت شعار الأمن والسلامة، وإعلان الرياض حول أمن الطيران والتسهيلات، والذي ضمّ العديد من الخطوات العملية التي يأمل الأمين العام أن تعزّز من مستوى أمن وسلامة هذا القطاع.
4- التشريعات الحكومية: لفت الأمين العام الانتباه إلى أن بعض التشريعات يمكن أن تؤدّي إلى انعكاسات تضر بالمستهلك وكذلك بشركات الطيران. وحثّ الحكومات على إشراك المعنيين في هذا القطاع قبل وضع التشريعات، واتباع مبادئ المنظمة الدولية للطيران المدني، وتوزيع المسؤولية عند حدوث أي خلل في مدى الإلتزام بمستوى خدمات معينة على كل المعنيين بالتسبب به.
كما أشار الأمين العام إلى الأزمة الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط، وكيف يمكن لقطاع الطيران التغلب على سلبياتها. ولمّح إلى احتمال عودة التباطؤ الإقتصادي العالمي مترافقاً هذه المرة مع انخفاض أسعار النفط. ومع ذلك، بقي السيد تفاحة أكيداَ أن الاتجاه الطويل الأمد للنقل الجوي لن يكون إلا في صالح نمو هذا القطاع.
على مستوى البيئة، أعرب الأمين العام عن أمله بأن تستمر أطراف اتفاقية باريس بالإلتزام بتعهداتها لأن أي خلل في الإلتزام بهذه الإتفاقية سيؤدي على الأرجح إلى ضعفٍ كبير في اتفاقية الإيكاو. البديل سيكون في فرض ضرائب ورسوم على شركات الطيران تنتج أموالاً لا تستفيد منها البيئة على الإطلاق، وتسبب تباطؤ في نمو صناعة النقل الجوي.
كلمة المدير العام والرئيس التنفيذي للأياتا
قدم السيد ألكسندر دي جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للأياتا كلمته حول شؤون الصناعة، حيث أشار السيد دي جونياك إلى أربعة أولويات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمحور حول البنية التحتية، وارتفاع الأسعار جراء الضرائب والرسوم، وحقوق المستهلك، والأمن.
كلمة مدير عام الهيئة العربية للطيران المدني
ألقى سعادة المهندس محمد الشريف، مدير عام الهيئة العربية للطيران المدني، خطاباً حول المواضيع المشتركة بين الإتحاد والهيئة في مجالات السياسات الجوية، الأمن والسلامة الجوية، والبيئة والطيران، والملاحة الجوية والضرائب، حيث تتعاون المنظمتان منذ سنوات لتحقيق فوائد لقطاع النقل الجوي في تلك المجالات.
عرض خاص من السيد بيتر هاربسن عن القضايا الاستراتيجية
ناقش الرئيس التنفيذي لمركز "كابا" الاستشاري في عرضه الخاص الاضطرابات التي تواجه شركات الطيران؛ وأبرزها الملكية والسيطرة على شركات الطيران و"ملكية" المسافر والحاجة لإضفاء الطابع الشخصي.
ستة قرارات استراتيجية للجمعية العامة التاسعة والأربعين للإتحاد العربي للنقل الجوي
خُصصت جلسة العمل الثانية لأعضاء الإتحاد حيث تناول خلالها الأعضاء تقرير اللجنة التنفيذية الذي تضمن أهم الشؤون الاستراتيجية للطيران العربي بالإضافة إلى الشؤون الإدارية والمالية للإتحاد.
وبناءً على توصية اللجنة التنفيذية، أقرّت الجمعية العامة للإتحاد ستة قرارات استراتيجية على الشكل التالي:
البيئة والطيران: رحّبت الجمعية العامة التاسعة والأربعون للإتحاد العربي للنقل الجوي بالقرار الذي اتخذته الجمعية العامة التاسعة والثلاثون للمنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو) حول البيئة والطيران، وأكّدت الجمعية العامة للإتحاد أن قضية البيئة والطيران يجب التعامل معها دائما من خلال نصوص ومبادئ قرار المنظمة الدولية للطيران المدني. ودعت الجمعية العامة حكومات العالم، في ظل قرار الإيكاو الأخير، إلى عدم تطبيق إجراءات أو أنظمة أخرى للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الطيران الدولي أو فرض أية ضرائب ورسوم بيئية، وذلك تفادياً لازدواجية احتساب الانبعاثات، إذ أن تعدد الإجراءات من شأنها أن تحمل شركات الطيران أعباء مالية وإدارية، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الحد من نموها.
كلّفت الجمعية العامة الإتحاد العربي للنقل الجوي وفريق عمل السياسات البيئة في الإتحاد العمل مع المرجعيات العربية المعنية، الأياتا، والأطر الأخرى الإقليمية والدولية، وبالتعاون مع الهيئة العربية للطيران المدني لضمان وضع الآليات السابق ذكرها أعلاه دون تحميل أعباء إضافية على شركات الطيران العربية. كذلك كلّفت الجمعية العامة الإتحاد العمل مع الدول العربية الأعضاء في مجلس الايكاو لمحاولة إقناع المجلس باستحداث منهجية لاحتساب فاعليات الوقود المحققة من قبل شركات الطيران قبل العام 2020 والمعروفة باسم المستثمرين المبكرين.
حقوق المسافرين: دعت الجمعية العامة لجمعية العامة التاسعة والأربعون للإتحاد العربي للنقل الجوي الحكومات العربية والحكومات حول العالم على ما يلي:
1. إعطاء وقتٍ كافٍ للمحادثات التشاورية مع الجهات المعنية قبل تبني أنظمة لحقوق المسافرين
2. منح وقتٍ كافٍ للمعنيين بين تاريخ تبني القوانين وتاريخ دخولها حيز النفاذ لتستطيع تلك الجهات التحضير لتطبيق تلك القوانين
3. الأخذ في عين الاعتبار أن شركات الطيران ليست وحدها المسؤولة عن الاضطرابات التي تحصل في عملية النقل الجوي وبالتالي يوجد حاجة لوضع بنود حول مشاركة المسؤولية مع جميع المعنيين في نقل المسافرين بما يتضمن مسؤولية المصنعين ومشغلي المطارات وشركات الخدمات الأرضية ومزودي خدمات الملاحة الجوية وغيرها...
كما دعت الجمعية العامة التاسعة والأربعون للإتحاد العربي للنقل الجوي المعنيين في الإيكاو النظر في إضافة المبادئ التالية حول حقوق المسافرين خلال العام 2017:
1. أن تتفادى القوانين المحلية والإقليمية حول حقوق المسافرين التعدي على السلطة القضائية للدول الأخرى؛ أي أن لا يتضمن إطار القوانين رحلات شركات الطيران الأجنبية المنطلقة من دول لديها قوانين لحقوق المسافرين
2. أن تكون القوانين المتبناة من قبل مختلف الدول متوافقة قدر الإمكان
3. أن تسمح تلك القوانين بمشاركة المسؤولية بين جميع الجهات المعنية
التصرف المشاغب على متن الطائرات: أكدت الجمعية العامة التاسعة والأربعون للإتحاد العربي للنقل الجوي على أهمية العجلة في التصديق على بروتوكول مونتريال 2014 من قبل الحكومات لتدخل أداة قانونية دولية حيز النفاذ من شأنها تعزيز معالجة موضوع تصرفات المسافرين المشاغبين على متن الرحلات والمساهمة في تفادي هكذا حوادث في المستقبل. وطلبت الجمعية العامة من الإتحاد العربي للنقل الجوي متابعة العمل في هذا المجال عبر الاتصال بالحكومات وخاصة العربية منها لحثها على التصديق على بروتوكول مونتريال 2014، كما طلبت من الإتحاد العربي للنقل الجوي متابعة العمل مع الإيكاو، والأياتا، والهيئة العربية للطيران المدني لدعوة الحكومات للمصادقة على البروتوكول.
إدارة الحركة الجوية وسعتها في العالم العربي: رحّبت الجمعية العامة التاسعة والأربعون بروح التعاون في المنطقة وأشادت بانفتاح واستعداد الدول العربية للتعاون فيما بينها ومع الأفرقاء لتحسين البنية التحتية الجوية في المنطقة؛ أشادت الجمعية العامة التاسعة والأربعون بجهود الإيكاو لجمع الدول وجميع الأفرقاء للعمل سوياً ولتصبح، من خلال هيئاتها وخاصةً برنامج تحسين إدارة الحركة الجوية في الشرق الأوسط، منصة إقليمية للتعاون بين جميع الأفرقاء؛ ودعت جميع الأفرقاء لإعطاء الأولوية والإسراع في تطوير البنية التحتية للأجواء الإقليمية من خلال عدد من الأولويات متواجدة في
القرار الكامل المرفق طيه.
كما كلّفت الجمعية العامة التاسعة والأربعون الإتحاد العربي للنقل الجوي بمواصلة التنسيق مع الدول وشركات الطيران والمنظمات الدولية والإقليمية ودعم المبادرات الإقليمية والعمل بشكل وثيق مع الإيكاو بالتعاون مع جميع الأفرقاء لدعم وتنفيذ الأولويات المدرجة بالقرار المرفق ربطاً.
أمن الطيران والتسهيلات: دانت الجمعية العامة التاسعة والأربعون للإتحاد العربي للنقل الجوي بشدة الأعمال الإرهابية بشكل عام، وتلك التي تستهدف مرافق الطيران والمسافرين بشكل خاص؛ وأعربت عن شكرها للمملكة العربية السعودية لتنظيم المؤتمر الوزاري العالمي للطيران المدني الذي أسفر عن توقيع "إعلان الرياض حول أمن الطيران والتسهيلات"؛ ودعت الدول والأفرقاء المعنيين للعمل معاً لوضع وتنفيذ خطة إقليمية لأمن الطيران والتسهيلات لتطبيق مبادئ إعلان الرياض.
كما كلّفت الجمعية العامة الإتحاد العربي للنقل الجوي بالعمل مع الإيكاو وبالتعاون مع الدول وشركات الطيران والمنظمات الدولية والإقليمية لدعم وضع وتنفيذ الخطة الإقليمية لأمن الطيران والتسهيلات.
توظيف الطيارين العاملين بالشركات الأعضاء: أكّدت الجمعية العامة التاسعة والأربعين للإتحاد العربي للنقل الجوي على التزام الأعضاء بقرار الجمعية العمومية الثامنة والثلاثون رقم 2005/7 حيث دعت فيه الجمعية العامة بأن تقوم الشركات الأعضاء بالتأكد من حصول الموظفين (طيارين، مهندسين، إلخ...) الذين تريد استقطابهم من شركات أخرى عضو في الإتحاد على إخلاء السبيل التام القانوني حسب أنظمة تلك الشركات.
جلسة حوار حول أمور استراتيجية لصناعة الطيران
جمعت جلسة العمل الثالثة جميع المدعوين إلى الجمعية العامة، كما هي العادة، حيث شهدت "منتدى الطيران المشترك" وهي حلقة نقاش تمت إدارتها هذا العام من قبل السيد ريتشارد كويست، مذيع ومراسل قناة الـ"CNN". استضاف منتدى الطيران المشترك المشاركين التاليين:
• السيد هنريك هولولي / المدير العام للمواصلات والحركة / المفوّضية الأوروبية
• معالي السيد أكبر الباكر/ الرئيس التنفيذي للمجموعة / الخطوط الجوية القطرية
• السيد عبد الحميد عدو/ الرئيس المدير العام / الخطوط الملكية المغربية
• السيد عادل عبد الله علي/ الرئيس التنفيذي للمجموعة / العربية للطيران
إختتام جلسات عمل الجمعية العامة
ومع اختتام جلسات عمل الجمعية العامة، شكر أعضاء الإتحاد رئيس الجمعية العامة التاسعة والأربعين السيد عبد الحميد عدو على ترأسه للجمعية العامة وعلى الضيافة الكريمة للخطوط الملكية المغربية لجميع الوفود التي حضرت هذا الحدث.
مكان وتاريخ انعقاد الجمعية العامة المقبلة
سيتم عقد الجمعية العامة الخمسين في الشارقة – الإمارات العربية المتحدة بدعوة كريمة من العربية للطيران.