شهدت الجمعية العامة الخامسة والأربعون للإتحاد العربي للنقل الجوي اليوم عدداً من جلسات العمل التي تطرقت الى شؤون إستراتيجية وإدارية وداخلية تخص الإتحاد العربي وشركات طيرانه. ومن أهم الشؤون الإستراتيجية التي تناولتها الجمعية العامة هي موضوع الطيران والبيئة، وعلاقات النقل الجوي بين العالم العربي وأوروبا، بالإضافة الى أُطر ونماذج التعاون المتاحة أمام شركات الطيران العربية والتي كانت محور نقاش "منتدى الطيران المشترك" الذي عُقد بعد ظهر اليوم والذي ضم عدداً من المتحدثين البارزين في صناعة النقل الجوي.
الشؤون الإستراتيجية التي تناولتها الجمعية العامة
بما يتعلق بموضوع البيئة، أعادت الجمعية العامة الخامسة والأربعون تأكيدها على أن إصرار الاتحاد الأوروبي على تطبيق برنامجه للحد من الانبعاثات وتجارتها، الأحادي الجانب، سيؤدي إلى إشكالات كبيرة مع دول العالم الأخرى والتي ترفض بمجملها قضية فرض الاتحاد الأوروبي إجراءاته على شركات الطيران الدولية، كما سيؤدي إلى بروز خلافات وصراعات تجارية لن تفيد لا البيئة ولا المستهلك ولا شركات الطيران كافة، بل ستؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي العالمي وجميع هذه الأطراف. كما أعادت الجمعية العامة التأكيد على أن مقاربة مسألة البيئة، وهي قضية عالمية، ينبغي أن يكون من خلال المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاو) حصراً للوصول إلى نظام عالمي يعالج موضوع انبعاثات الطيران. لذا دعت الجمعية العامة الاتحاد الأوروبي إلى منح المنظمة الدولية للطيران المدني الفسحة الزمنية الكافية للوصول إلى تفاهم حول كيفية معالجة الأثر البيئي للطيران المدني، والتي تعمل جاهدة للتوصل إلى نظام عالمي يأخذ في عين الإعتبار المبادئ التي نص عليها قرار الجمعية العامة للايكاو لعام 2010 حول الإجراءات الاقتصادية العالمية. كما طلبت الجمعية العامة من الأمانة العامة للاتحاد وفريق عمل البيئة الاستمرار بمتابعة هذا الموضوع بالتنسيق مع الأياتا والأطر الأخرى الإقليمية والدولية وإعلام الأعضاء بأية مستجدات حياله.
وبما يخصّ علاقات النقل الجوي بين العالم العربي وأوروبا، رحبت الجمعية العامة الخامسة والأربعون بتوسيع إطار السياسة الخارجية للطيران للإتحاد الأوروبي والتي يُرتقب أن تتضمن التفاوض مع بلدان مجلس التعاون الخليجي حول اتفاقيات تحرير الأجواء، وبالأخص إثر التعاون الحاصل بين شركات الطيران العربية وبعض شركات الطيران الأوروبية. ودعت الجمعية العامة الأطر العربية المعنية إلى التوصل إلى مبادئ وأسس إطارية تُعتمد في جميع الاتفاقيات الثنائية التي عُقدت أو ستُعقد بين الدول العربية إفرادياً والاتحاد الأوروبي من جهة ثانية، وأن يتم تطبيق نفس المبادئ هذه ما بين جميع البلدان الموقّعة عليها الراغبة بذلك.
أما بالنسبة لأُطر ونماذج التعاون المتاحة أمام شركات الطيران العربية، فقد كانت محور نقاش "منتدى الطيران المشترك" الذي عُقد بعد ظهر اليوم والذي ضم عدد من المتحدثين البارزين في صناعة النقل الجوي، حيث شهد العام 2012 عدداً من التطورات على مستوى شركات الطيران العربية في هذا المجال. فقد انضمت شركتان عربيتان جديدتان هي السعودية وطيران الشرق الأوسط اللبنانية إلى تحالف سكاي تيم وتم دعوة الخطوط الجوية القطرية إلى تحالف وان وورلد، إضافةً إلى وجود الملكية الأردنية في تحالف وان وورلد منذ العام 2007 ومصر للطيران في تحالف ستار منذ العام 2008. كما تبنت شركات الطيران العربية غير العضوة في التحالفات مختلف نماذج أعمال التعاون للنموّ. ومن آخر تطورات هذا العام، قامت شركة الإتحاد للطيران بتملك حصص في عدد من شركات الطيران الأجنبية، كما أبرمت شركة طيران الإمارات اتفاقية شراكة تجارية على نطاق واسع مع شركة كوانتاس الأسترالية. ونظراً إلى ديناميكية هذا الموضوع في الآونة الأخيرة على مستوى شركات الطيران العربية، شهد بعد ظهر اليوم نقاش بنّاء ومشوّق حول هذا الموضوع أداره السيد ماكس كسينغسلي - جونز، رئيس تحرير مجلة إيرلاين بيزنس وشارك فيه المتحدثون التاليون: معالي السيد أكبر الباكر/ الرئيس التنفيذي، الخطوط الجوية القطرية، والسيد عادل الرضا / النائب التنفيذي - دائرة الهندسة والعمليات، طيران الامارات، والدكتور تيميل كوتيل / الرئيس والرئيس التنفيذي للخطوط التركية، والسيد جون بيرلي/ مستشار / نائب وزير النقل السابق للولايات المتحدة، والسيد جيفري ويستون / رئيس فريق الاستراتيجية والتطوير، للمجموعة الدولية لشركات الطيران.
إحصائيات النقل الجوي العربي للعام 2011
قبل بداية أعمال الجمعية العامة، استلم الحاضرون نسخة عن التقرير السنوي للإتحاد العربي للنقل الجوي الذي يمثل الحصاد السنوي لإنجازات الإتحاد خلال الدورة السابقة، ويستعرض التطورات والتحديات التي تواجه الصناعة ونتائج المشاريع المشتركة للإتحاد. كما استلم الحاضرون التقرير السنوي لإحصاءات النقل الجوي العربي. وجاءت أبرز الإحصاءات للعام 2011 على الشكل التالي:
- وصل حجم سوق النقل الجوي العربي في العام 2011 إلى حوالي 133 مليون مسافر وذلك نمواً بنسبة 5.7% مقارنةً بعام 2010.
- ازدادت أعداد المسافرين في المطارات العربية بنسبة 0.3% ليصل عد المسافرين الذين استخدموا المطارات إلى حوالي 225 مليون مسافر.
- ارتفعت حركة الشحن في المطارات العربية بنسبة 1.3% في العام 2011، حيث وصل حجم الشحن إلى 5.7 مليون طن.
- أما أعضاء الإتحاد فقد سجلوا نمواً في الإيرادات في 2011 بنسبة 14.3% ليصل مجموع الإيرادات التشغيلية إلى 23 مليار دولار أميركي لإثني عشر شركة عضو.
- كما نقلت هذه الشركات 125 مليون مسافر (زيادة بنسبة 4.6%)، و3.9 مليون طن من الشحن (زيادة بنسبة 8.4%).
- وشغّلت هذه الشركات إلى 356 محطة عالمياً في 107 دول بمعدل 2,873 رحلة يومية، عارضةً 541,899 مقعداً يومياً على متن 908 طائرات.
تقرير الأمين العام للإتحاد العربي للنقل الجوي
قدم الأمين العام للإتحاد العربي للنقل الجوي، السيد عبد الوهاب تفاحة، تقريره عن حال الصناعة إلى الجمعية العامة، وركز في كلمته على ثلاثة محاور رئيسية تشكل مركز اهتمام أعضاء الإتحاد وهي أولاً، علاقات الطيران بين الدول العربية، ثانياً، علاقات الطيران بين العالم العربي وأوروبا، وثالثاً، الأولويات الرئيسية في عمل الإتحاد للفترة المقبلة. وبما يتعلق بعلاقات الطيران بين الدول العربية، ركّز الأمين العام على سبل ضمان استمرار نجاح قطاع النقل الجوي العربي وشركات طيرانه عبر تبني بعض الخطوات التي تسرّع في نموّ قطاع النقل الجوي العربي وهي تحرير الدخول إلى الأسواق وتحرير الملكية والسيطرة، على المستوى الإقليمي على الأقل مع اعتماد منع الاحتكار ومنع الإغراق في السعّة أو الدعم الحكومي، وتحرير العوائق الكبيرة المتمثلة بالتأشيرات بين الكثير من البلدان العربية واعتبار الاستثمارات العربية كاستثمارات وطنية، مشيراً إلى وجود آلية حاضرة لتحقيق ذلك وهي "إتفاقية دمشق" داعياً الدول العربية إلى اعتماد هذه الإتفاقية في علاقات النقل الجوي فيما بينها.
وبالنسبة لعلاقات الطيران العربية مع الإتحاد الأوروبي، أيضاً ركز الأمين العام على سبل ضمان استمرار نجاح هذه العلاقات، حيث دعا إلى ما يلي:
• ضرورة الإتفاق بين الدول العربية أولاً ومن ثمَّ بينها وبين أوروبا على مبادئ وأسس تعتمد في جميع الإتفاقيات الثنائية التي عقدت أو ستعقد بين الدول العربية افرادياً والإتحاد الأوروبي من جهة ثانية.
• تطبيق نفس المبادئ المطبقة بالإتفاقيات الثنائية هذه ما بين البلدان الموقعة عليها الراغبة بذلك.
• وضع مسألة الوصول إلى مبادئ إطارية تسترشد بها الدول العربية والمفوضية الأوروبية في علاقاتها الجوية مع العالم العربي كأولوية تعلو انجاز اتفاقيات ثنائية.
كما أشار الأمين العام إلى موضوع البيئة، حيث حثّ الإتحاد الأوروبي أن يُعطي الإيكاو المجال حتى تقوم بعملها والتراجع عن المنهاج الأوروبي للتبادل التجاري للإنبعاثات الذي تعتبره جميع بلدان العالم تقريباً أنه تجاوز لحدود سيادة بلدان الإتحاد.
وفيما يتعلق بالموضوع الثالث وهو أولويات الإتحاد: أشار الأمين العام إلى أن السلامة هي أولى أولويات الطيران المدني، ومن ثم يعمل الإتحاد في مجال السياسات الجوية وتعزيز العلاقات مع الجهات المعنية. كما يستمر الإتحاد بوضع الفائدة الإقتصادية لأعضائه ضمن أعلى أولوياته. وعليه، يستمر العمل في المشاريع المشتركة وفي زيادة الإدراك حول قضايا الصناعة وفي تنمية الموارد البشرية، وكل ذلك ضمن إطار الإلتزام المُطلق بقوانين المنافسة ومنع الإحتكار.
كلمة المدير العام والرئيس التنفيذي للأياتا
تبع تقرير الأمين العام للإتحاد كلمة المدير العام والرئيس التنفيذي للإتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا)، السيد طوني تايلر، الذي ركز فيها على شؤون الصناعة العالمية. ومن ثم وقّع الإتحادان العربي والدولي على إتفاقية تعاون في شؤون التدريب.
الشؤون الداخلية للإتحاد
عقد أعضاء الإتحاد مناقشات مغلقة قدمت فيها السيدة غيداء عبد اللطيف، رئيسة اللجنة التنفيذية للإتحاد والرئيس التنفيذي لمؤسسة الطيران العربية السورية، تقريراً عن أعمال اللجنة التنفيذية في إشرافها على مجمل عمل الإتحاد. وفي هذه الجلسة، بحثت الجمعية العامة موضوع الطيران والبيئة، والعلاقات الأوروبية – العربية، وأقرت القرارين المدرجين في بداية الخبر الصحفي حيال هذين الموضوعين.
أعضاء جدد للإتحاد العربي للنقل الجوي
رحبت الجمعية العامة بأعضاء جدد انضموا إلى الإتحاد العربي للنقل الجوي ابتداءً من الجمعية العامة لعام 2012 كما يلي:
• ماكسمُس للطيران: عضو عامل ضمن فئة ناقلي الشحن
• شركة طيران ناس: عضو عامل
• شركة بترا للطيران: عضو منتسب
• شركة الطيران الطاسيلي: عضو منتسب
كما تجدر الإشارة إلى أنه في العام 2012 انضمت مجموعة شركات الطيران الدولية "IAG"، الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية وايبيريا، إلى الإتحاد العربي للنقل الجوي كـ"شركة طيران مشاركة".
إختتام جلسات عمل الجمعية العامة
ومع إختتام جلسات عمل الجمعية العامة، شكر الأعضاء رئيس الجمعية العامة الخامسة والأربعين، السيد محمد صالح بولطيف، على ترؤسه للجمعية العامة الخامسة والأربعين وعلى ضيافة الخطوط الجوية الجزائرية لجميع الوفود التي حضرت هذا الحدث. كما أعلن الأمين العام أن الجمعية العامة المقبلة ستعقد في مدينة الدوحة في قطر.